الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

أتذكر هذا النص جيداً ..أعجبني أسلوبها البسيط وسردها النقي لذاك الحلم لدرجة أني بتُ أحفظه عن ظهر قلب!! .. كان نصاً دراسياً يحكي قصة قصيرة في مادة اللغة العربية في الصف الثاني الإعدادي للكاتبة الفلسطينية "ياسمين زهران" .. انه (الحــــــــــــــــــــلــم) 



الحلم
حلمت الليلة الماضية أنني أقف على شرفة بيتنا القديم في قرية شعب الله
وأمامي يتشعب الوادي القديم,ولكني لم أرَ معالم الوادي الممتد إلى البحر ولا أنوار يافا تلوح خافتةً في الأفق البعيد,فقد إمتلئ الوادي بضبابٍ كثيف..
فركتُ عيني مستغرقة في هذا البياض الذي يلفني من الأرض إلى السماء,حاولتً أن أخطوَ فلم أستطع,فقد كانت الشرفة مفككةً متداعيةً من القدم.
حاولتُ أن أخترق ستار الضباب الكثيف,لأرى واجهة البيت الصغير المقابل,لعلي أراه جالساً أمام النافذة,ولكني لم أرَ شيئاً,,فاعتراني شعورٌ بالخيبة,أفلا يدور محور وجودي حوله,وحول رؤيته ساهماً تنبعثُ من بين يديه الألحان؟
وأصابتني وخزةٌ في صدري,لقد أضعته,أضعته للمرة الثانية,فماذا إن لم يكن هناك؟
وبغتةً..سمعت ألحانه تنبعث خافتةً,هامسةً,سماوية,تخترق ستار الضباب..
لم أره,ولكنه هناك!!...سأقفزُ إليه من الشرفة العالية وأهيم معه في وادينا الموشح بالضباب وأسبح في أجوائه البعيدة الممتدة إلى البحر...
واستيقظت...
واستيقظتُ ودقات قلبي تتصاعد,أين أنا؟وأين هو؟وأين بيتنا؟وأين بيتهم؟وأين وادينا؟وكيف ومتى تلاشى اللحن؟؟
حاولتُ أن أنام دون جدوى!! فأنا أعيدُ دوري في المسرحية التي بدأت قبل عشرين عاماً..أرددُ فيها الكلمات نفسها,ويعتريني الضياع المعهود بعد أن يعاودني الحلم..
الحلم الذي يعود بعنادٍ وانتظام,في كل سنة..في كل شهر..وأحياناً في كل ليلة!!
وتسائلت..ماذا أفعل هنا في هذا البلد الغريب؟في غرفةٍ يختلف فيها موقع الباب والنافذة عن موقعهما في بيتنا القديم؟؟وإذا نهضتُ لأفتح النافذة,لن أجدَ إلا ساحة صغيرة,تتناثر في جنَباتها نباتاتٌ هزيلةُ واهية لم ترتو ِ بالضوء..وهواء النافذة يُثقلُ صدري,لا أشتَمُ فيه رائحة العشب والجبل,ولا..ولا نسيم البحر من بعيد..بعيــــــــد..
طالما تسائلتُ في سِنِي البِعاد الطويلة,ما الذي علق حياتي بلحظةٍ واحدة؟ولماذا تعاودني ذكراه بالذات؟وقد أحببتُ من بعده وفارقت..وتحسرت..وكأن كلَ هؤلاء الذي أحببتهم من بعده لا وجود لهم!!
كنت أتسائل مغالِطة ً فالسبب حبيسٌ في نفسي,فقد كان ذلك الوجه..هو الأول
وكان ذلك اللحنهو الوتر الذي مسَ مشاعري دون غيره من الألحان,لا بل كان هو وحده صنوَ نفسي,يجمعني وإياه الوادي المقابل,والأرض التي أنبتتنا,كالزرع,كالعشب,كالزهر,,نحيا فوقها,ثم نعود إليها يوماً,,لتندفن معها عناصرنا إلى الأبد...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلمـــآت وحـــروووف فــي قمــة الجمــآل والــروووعــة .. سـلمـت هــذه الآنــآمــل المبــدعــة ~