هي مُجردُ حروفٍ تنبثقُ من إحساسنا بأننا بحاجةٍ للحديثِ
و"الفضفضة" , هي مجرد حِيَلٍ نفسية نمارسها مع الآخرين أو على أنفسنا,
للخروجِ عن حالةٍ من الوحدة والعزلة الروحية , هي مُلائة نداري بها بعض جروحنا
الدامية فلا نراها , فنستطيع بذلك تناسيها أو حتى نسيانها!
لكلٍ منا حكاية , ولكل حكاية عنوان , وصاحب الحكاية هو من يختار
لها العنوان المناسب ..
وكم تتشابه حكايانا !! .. الاختلاف هو فقط في طريقة سَرْد الحكاية
, هو في عرض الحكاية!
فحكاياتنا التي نرويها هي ليست بالضرورة قصصنا التي وقعت بكل
تفاصيلها وأحداثها , انها فقط تشبهها وتصدُقها ,ربما ننقلها بطريقة أجمل لأننا
نحتاج لذاك الإحساس بأننا نستحق أن نشعره حتى لو كان بيننا وبين كلماتنا فقط
..المهم هو أن لا نفقده في الحكاية كما في الواقع!
نرويها كما نريد نحن أن تحدث ,لا كما تُريد هي ,رغم أنها أرادتْ
وفَعَلَتْ!
نُحِيكها على هوانا , وعلى مَقاس أوجاعنا , نتجاهل بعض فصولها , ونُضخِّم
فصولاً أخرى, ونحاول أن نجعلها مفهومة وقابلة للتصديق!
الحكاية هي ليست بالضرورة علامة على تماثلنا للشفاء جراء جرح هرب
خائفاً من لحظة بوح ..
هي خدعة نتقنها أمسية كل وجع , لتُخففَ لنا عبءَ آلامه , ولتفاجئنا
ذات ليلة باندمال جرح قديم نسينا أمره في نهاية حكايةٍ كنا قد سردناها على أنفسنا
في يوم من الأيام قبل النوم!!
إذاً للحكايا مفعولٌ سحريّ وغير مباشر_في كثير من الأحيان_ للتخفيف
من تلك الجروح التي تؤرق النفس , فبمرور بطل حكاية جديدة نتذكر نسياننا لبطل حكاية
قد كانت تسيطر على دراما حياتنا يوماً ما..
هناك تعليقان (2):
بعض العبث ينقذ ارواحنا من هلاك محتم .. أوهامنا التي نخترعها حسبما يملي علينا هوانا.. تعيننا على البقاء ضمن قائمة الاحياء مدة أطول ...
نكون قادرين على التنفس برئتين اوسع
و نحتري من الحرية ما نريد ...
حقيقة هي كلماتك
أصابت واقعاً لم نعترف به من قبل
سلمتِ وحكاياكِ
بعض الحقائق تبقى خبيئة بيننا وبين أرواحنا فقط ..وينبغي أن نبوحها لكي تخفف عنا وقع بعض آلام تكدست نتيجة الكتمان ..
لمرورك بين كلماتي أريجٌ رااائع يا صديقتي الحبيبة ..دمتِ لي
إرسال تعليق